کد مطلب:142128 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:219

عون بن عبدالله بن جعفر بن ابی طالب
أُمـّه زیـنـب العـقـیـلة الكـبـری بـنـت أمـیـر المـؤمـنـیـن علیه السلام، وأُمـّهـا فـاطـمـة الزهـراء بـنـت رسول اللّه صلی الله علیه وآله.

قـال أهـل السیر: إنّه لمّا خرج الحسین علیه السلام من مكّة كتب إلیه عبداللّه بن جعفر كتاباً یسأله فیه الرجـوع عـن عـزمـه، وأرسـل إلیـه ابـنـیـه عـونـاً ومـحـمـّداً فـأتـیاه بوادی العقیق قـبـل أن یـصـل إلی مـسـامـنـة المـدیـنـة، ثـمّ ذهـب عـبـداللّه إلی عـمـرو بـن سـعـیـد بـن العـاص ‍ عـامـل المـدیـنـة فسأله أماناً للحسین، فكتب وأرسله إلیه مع أخیه یحیی، وخرج معه عبداللّه فـلقـیـا الحـسـیـن علیه السلام بـذات عـرق [1] ، فـأقـرأه الكـتـاب فـأبـی عـلیـهـمـا وقال: (إنّی رأیت رسول اللّه صلی الله علیه وآله فی منامی فأمرنی بالمسیر وإنّی منته إلی ما أمرنی به)، وكتب جواب الكتاب إلی عمرو بن سعید ففارقاه ورجعا، وقد أوصی عبداللّه ولدیه بالحسین واعتذر منه [2] .

قـالوا: ولمـّا ورد نـعـی الحـسـیـن ونـعـیـهـمـا إلی المـدیـنـة كـان عـبـداللّه جـالسـاً فـی بـیـتـه فـدخـل النـاس یـعـزّونـه، فـقـال غـلامـه أبـو اللسـلاس: هـذا مـا لقـَیـنـا ودخـل عـلیـنـا مـن الحـسـیـن. فـحـذَفـه عـبـداللّه بـنـعـله وقـال: یـابـن اللخـْنـاء، أَللحـسـیـن تـقـول هـذا؟! واللّه لو شـَهـِدْتـهُ لما فارقته حتی أُقتل معه، واللّه إنّهما لممّا یُسَخِّی بالنفس عـنـهما ویهوّن علیّ المصاب بهما أنّهما أُصیبا مع أخی وابن عمّی مواسین له صابرین معه، ثمّ أقـبـل عـلی


الجـلسـأ فـقال: الحمد للّه أعزز علیٍَّّ [3] بمصرع الحسین أن لا أكن آسیت حسیناً بیدی، فقد آسیته بولدی [4] .

قـال السـروی: بـرز عـون بـن عـبـداللّه بـن جـعـفـر إلی القـوم وهـو یقول:



إن تنكرونی فأنا ابن جعفر

شهید صدق فی الجنان أزهر



یطیر فیها بجناح أخضر

كفی بهذا شرفاً فی المحشر



فـضرب فیهم بسیفه حتّی قتل منهم ثلاثة فوارس وثمانیة عشر راجلاً، ثمّ ضربه عبداللّه بن قطنة الطائی النبهانی بسیفه فقتله [5] .

وفیه یقول سلیمان بن قتّة التیمی [6] من قصیدته التی یرثی بها الحسین علیه السلام:



عینی جودی بعبرة وعویل

وأنـدبـی إن بـكـیـت آل الرسول



ستة كلّهم لصلب علی

قد أصیبوا وسبعة لعقیل



واندبی إن ندبت عوناً أخاهم

لیس فیما ینوبهم بخذول



فلعمری لقد أصیب ذوو القر

بی فبكّی علی المصاب الطویل



(ضبط الغریب)

ممّا وقع فی هذه الترجمة:

(أبـو اللسـلاس): بـاللام المـفـتـوحـة والسـین المهملة ثمّ لام وسین بینهما ألف،


ویمضی فی بعض الكتب أبو السلاسل وهو تصحیف [7] .

(قطنة): بالقاف المضمومة والنون بینهما طاء.

(النبهانی): بالنون والباء المفردة منسوب إلی نبهان بطن من بطون طی ء.


[1] ذات عرق:مكان في طريق مكّة وهوالحد بين نجد وتهامة.راجع معجم البلدان:4:107.

[2] الإرشاد: 2: 68 ـ 69، والكامل: 4: 40.

[3] في الإرشاد: عزّ عليَّ.

[4] الإرشاد: 2: 124.

[5] المناقب: 4: 106 بتفاوت.

[6] قـال القـمـّي: سـليـمـان بـن قـتـة التـابـعـي الخـزاعـي الشـيـعـي، قـيـل إنّه أوّل من رثي الحسين عليه السلام، مرّ بكربلأ فنظر إلي مصارع شهدأ الطف فبكي حتّي كاد أن يموت.. راجع الكني والألقاب: 1: 383.

[7] في الإرشاد 2: 124: أبو السلاسل.